عتابُ الأحبة: رسالة للخطباء حول أولويات الخطاب المنبري

موقع الشيخ علي الجزيري يرحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

قائمة الاقسام

عتابُ الأحبة: رسالة للخطباء حول أولويات الخطاب المنبري

2019/07/28 975


تحميل

رسالة إلى الخطباء حول أولويات المنبر الحسيني

سماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله تعالى

1440هـ


 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين

موسم المحرم وخصاله:

نحن على أبواب شهر محرم الحرام، لم يبق الكثير على هذا الشهر الذي اقترن بذكرى أليمة مرت على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا الموسم هو موسم عبادة وثقافة للشيعة، هو باب عظيم فتحه الله سبحانه لأوليائه لنيل الثواب وكسب الأجر، فقد جاء في فضل البكاء على الحسين عليه السلام روايات كثيرة تتجاوز حد التواتر، هذا في عددها، وأما في دلالتها فهي أيضاً روايات فيها بيان للأجر العظيم على البكاء على الحسين عليه السلام.

فهذا موسم رحمة بالنسبة للشيعة، موسم يكتسب فيه الأجر، ويتقرب فيه إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله، هو موسم لإظهار المودة لذي القربى، هو موسم لتأدية أجر رسول الله صلى الله عليه وآله، لتأدية بعض حقوقه التي له في رقابنا، في هذا الموسم الذي هو في الدرجة الأولى موسم عبادة، وهو أيضاً موسم ثقافة.

موسم المحرم والجانب الثقافي:

ومن نعم الله تعالى على الشيعة أن وفق كثيراً من الذاكرين لمصائب أهل البيت عليهم السلام لتحصيل العلم، ووصل كثير منهم إلى درجات مرموقة من العلم، وهذا أمر انعكس بالنفع على الجانب الثقافي الذي يتمتع به هذا الموسم.

الغرض الأساس من إحياء هذا الموسم:

الغرض الأساس من بناء الحسينيات ومن استئجار الذاكر هو ذكر مصاب أهل البيت عليهم السلام، والغرض الأساس من اجتماع الناس هو سماع ما جرى على أهل البيت عليهم السلام لأجل العبرة والبكاء لما أصابهم، لأن في ذلك مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله.

الغرض الفرعي الثانوي من إحياء هذا الموسم:

ولكن في جنب هذا ظهرت بسبب ما أشرنا إليه من توفيق جماعة من أهل المنبر لتحصيل العلم والترقي في مدارج العلم أن يفتح الباب لهؤلاء أهل المنبر أن يعلموا الناس عقائدهم ويعرفوهم بأحكام دينهم، ويبينوا لهم مقامات أهل البيت عليهم السلام ويعرفوهم بهم، وبهذا قد اكتملت جوانب النفع في المنبر الحسيني، وإن كان الغرض الأول والأساس منه هو ذكر الحسين عليه السلام والبكاء والإبكاء عليه، ولكن مع كون هذا الأمر صار مفتاحا أو باباً لهذه المنافع العظيمة.

الجانب الثقافي قد ينقلب شراً:

إلا أنه أحيانا يصير هذا الجانب الذي منه يأتي النفع العظيم يصير باباً للشر على الشيعة، إذا لم يحسن الخطيب بيان الحق من المعتقد، وإذا لم يحسن الاستدلال عليه، أو لم يحسن تقديم ذلك، إذ ربما يكون الخطيب مجيد الاستدلال ولكنه لا يوفق في البيان، ولا يحسن البيان.

سوء التقدير في طرح الشبهات:

ومن أعظم الشرور التي دخلت في هذه الأزمنة هو فتح باب الجواب عن الشبهات التي يراها الخطيب منتشرة[1] وإن لم تكن كما يراها، وإن كان الأمر يرجع إلى تقدير الانتشار وتحديده لمفهوم الانتشار، فيوجد اختلاف في المصطلح، فإنه يرى مثلا سماع خمسة في الألف أو ثلاثة في الألف من طلاب الجامعة لهذه الشبهات يرى ذلك انتشارا في نظره، ويسوغ له أن يبين هذه الشبهة على الملأ العام لكي يرد عليها، ونتج عن ذلك سوء تقدير من بعض الخطباء فصار يقدر أن يتحدث عن هذه الشبهات في وقت زمني طويل على المنبر الذي يحضره طالب الابتدائي، وطالب المتوسط، وطالب الثانوية، وهذا هو الأكثر، أكثر الحضور من هذا العمر، ليس جديداً عليكم أن يقال إن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر المجتمع شاب، فأكثر الحضور من هذا العمر لأن أكثر المجتمع من هذا العمر، ويوجد من تجاوز سن الجامعة وما هو قريب من سن الجامعة، المعني بهذه الشبهات أو الذي يسمع أو يقرأ عن هذه الشبهات هو عدد يسير إذا قسناه إلى عدد المجتمع، ربما بعض الطلاب الجامعيين في بعض التخصصات الذين لهم اتصال ببعض أصحاب هذه الشبهات، أعني أن هذه الشبهات لا تثار في كل التخصصات في الجامعة، ولا يهتم بها كل الطلاب الذين تثار في تخصصهم، إذن هم قلة في قلة في قلة، ويوجد من الشباب الذين يسمعون هذه الشبهات ولا يعيرون لها بالا، لا يهتمون بها، لديهم ما هو أهم، عندهم دراستهم، ويريدون إنهاء دراستهم، لا يتكثرون لهذه الشبهات، وافرضوا أن عدد هؤلاء بالنسبة المئوية ثلاثة في الألف، هؤلاء الذين يمثلون ثلاثة في الألف كم منهم يحضر المجالس الحسينية، الذين يهتمون لهذه الشبهات إما أناس وضعوا قدمهم في طريق الإلحاد، فهذه المجالس لا تعنيهم شيئاً، أو أناس ليس لهم اهتمام بالدين، شاب غير مهتم بالدين، أيضا لا يحضر المجالس الحسينية، إذن هم قلة في قلة في قلة في قلة، إذا أردنا أن نرجع إلى الأرقام من 3 في الألف يعني 30 في العشرة آلاف، فربما يحضر في المجالس الحسينية من الثلاثين في العشرة آلاف يحضر خمسة، المجلس الحسيني الذي فيه عشرة آلاف شخص فيه خمسة أشخاص مهتمون بهذه المسائل، من أجل خمسة أشخاص يفرض على كل هذا الجمهور الاستماع إلى الشبهة التي تعرض ف أول المجلس، وتعرض بإسهاب وببيان مفصل، ويفرض على الجميع أن يستمع، بأي حق؟ هذا المنبر ملك من؟ لا أدري كيف نعبر!

المنبر ملك للدين والشريعة والحسين عليه السلام:

إذا تعامل الخطيب مع المنبر على أنه شيء ليس ملكا شخصيا له، هذا ملك للدين، المنبر للحسين عليه السلام، أول سؤال ينبغي أن تسأل نفسك: هل يرضى الحسين عليه السلام بأن أستخدم منبره لنشر هذه الشبهات على أناس غير مهتمين بها أو غير قادرين على استيعابها أو إذا قدروا على استيعابها لكون بعض الشبهات ساذجة لا يقدرون على فهم الجواب عنها، فهل يحل لي أن أستخدم المنبر لهذا؟! ويسمون هذا "قضايا فكرية"! وأين الفكر في هذا؟! هل الفكر أن تشوش على الناس عقيدتهم؟!

عودة إلى سوء التقدير في طرح الشبهات:

هذا الجمهور الذي لا يهتم بهذه المسائل ولا يسعى لها ولا يقرأ عنها ولا يصغي إليها، ولا يفتش عنها، جئت أنت يا عالم الدين وفرضتها عليه، وماذا يصنع؟ سيعرض هذه الشبهة في أربعين دقيقة أو خمسين دقيقة في عرض الشبهة، لماذا تعرض الشبهات بهذه الطريقة من البسط والتوضيح؟ يقول: حتى أثبت أني فهمت مقالة المنحرفين، فلابد أن أبين كلامهم بالتوضيح والتفصيل! ثم بعد ذلك يأتي للجواب، بعد أن يكون قد نام من الحضور من نام، وشرد منهم ذهنيا من شرد، وخرج لضرورة من خرج من خرج، فيأتي لبيان الجواب، فمن الذي يسمع ومن الذي يستمع، كم عدد السامعين، لأننا قلنا منهم من سينام ومنهم من سيخرج إذن ليس الكل سيسمع، كم عدد السامعين؟ وكم عدد المستمعين من هؤلاء السامعين؟ وكم عدد الفاهمين من هؤلاء السامعين المستمعين؟ وكم عدد القانعين للجواب من هؤلاء الفاهمين السامعين المستمعين؟ إذن: بعض من بعض من بعض من بعض.

ففي جانب المهتمين بهذه الشبهات نقدرهم –كما قلنا- بأنهم قلة في قلة في قلة في قلة، وأما الذي سيحصل الجواب فهو بعض من بعض من بعض من بعض، ويكفي نظرنا إلى هاتين المسألتين لنعرف ما هو الموقف الصحيح في هذه القضايا.

بدائل المنبر لنقد الضلالات ورد الشبهات:

هل تقول: لا نجيب عن شبهات الملاحدة؟ لم أقل هذا، هل تقول: لا يتصدى علماء الدين لرد الشبهات؟ لم أقل هذا، يتصدون، ويجيبون، لكن بإمكانك:

أ- أن تجيب إجابات تحريرية تكتب تؤلف الكتب.

ب- وبإمكانك أن تجيب إجابات مسموعة ومرئية.

حيث توجد اليوم وسائل لتسجيل المحاضرة ولنشرها، والمهتمون الذين هم خمسة في الألف سيهتمون لسماع ما تعرضه وتنشره من محاضرات في نقد الشبهات ورد الإلحاد أو الضلالات التي تسميها "فكرية" وهي ليست من الفكر في شيء، هذه تسمى "ضلالات"، وما يسمى "نقد الآراء الفكرية" أي "رد الضلالات" يمكنك تقديمه في محاضرات تسجلها أنت والشخص الذي يسجل، حتى أنت يمكنك التسجيل، جهاز التسجيل لا يصعب استخدامه، وإن لم تكن تعرف حتى هذا المقدار فيوجد كثير من الشباب جزاهم الله خيراً المستعدين للتسجيل والنشر وخدمة طلبة العلم، فبإمكانهم أن يسجلوا لك وينشروا.

ج- وبإمكانك أن تفتح درساً ويسجل وينشر.

تفتح درساً لمجموعة، افرضوا أنها مجموعة من ثلاثين شخصا، فنسق معهم واجمعهم وألق عليهم دروسا في نقد الشبهات بحيث تسجل وتبث، ولا تقل هذا طريق لم يسلك، بل هذا طريق قد سلك وتوجد تسجيلات منشورة، نحن لم نعتد على ذكر الأسماء، ولكن المهتمون بهذه البحوث منكم يعرفون أسماء من يتصدى لهذه الشبهات، إذن كن واحداً من هؤلاء.

آلية نقد الضلالات ورد الشبهات على المنبر:

هل تمنع من رد الشبهات على المنبر؟ لا لا أمنع هذا، بل:

أولاً: أشر إلى الشبهة بإيجاز.

وثانياً: اذكر الجواب مع البسط والتوضيح.

اعرض الشبهة في دقيقتين، ومن تريد أن يتثبت من كونك فاهما للشبهة سجل له تسجيلا خاصا وارفعه على وسائل النشر، ارفع التسجيل الذي تشرح فيه الشبهة، ولكن ليس على المنبر تشرح الشبهة، لا يؤخذ هذا من وقت المنبر، المنبر للحسين عليه السلام، ليس لنشر الشبهات، على المنبر قل: الشبهة الكذائية ردها كذا وكذا، وتفصيل هذه الشبهة نسجله بتسجيل خاص ونرفعه على وسائل النشر. إذن المنبر لا يستخدم استخداما صحيحاً من قبل البعض.

عتاب للأحبة من الخطباء ورصد الأولوية الشرعية:

ونحن نتحدث عن هذه المسألة لأن النخبة من أهل المنبر –للأسف- هم الذين يقعون في هذا، يعني الخطباء الذين لهم جمهور كبير هم الذين يقعون في هذه المشكلة، مع أن المفروض أن يحملهم هذا الأمر مسؤولية شرعية أكبر، بحيث يتحرز أن وظيفته الشرعية صارت حماية دين كل هذا المجتمع، وتقديم ما يوافق الأولوية الشرعية بالقياس إلى كل واحد واحد من هؤلاء، وعدد هؤلاء الحضور في شهر محرم المستمعين لخطيب المنبر الحسيني لا يوجد في سائر أيام السنة، يوجد جمهور كبير ممن يحضرون تحت المنبر في شهر محرم لا يحضرون طيلة أيام السنة، إذن هؤلاء أمانة في عنقك، وهؤلاء فرصتهم لمعرفة الدين والثقافة الدينية هي هذه الأيام العشرة، وسائر الأيام لا يحضرون المجالس، هذه الفرصة التي حصلت لك والتي حصلت لهم، هذه الفرصة أنت المسؤول عن تضييعها، هدرت وقتك، وهدرت وقت هؤلاء الحضور، وإذا مضت أيام المحرم من هذه السنة تذهب بهم الأيام إلى محرم القادم، لن يحضروا المجالس الحسينية ولم يتزودوا، في حين أنهم أقبلوا عليك في هذه الأيام بقلوب مفتوحة، وآذان واعية، إذن كل هذه المسؤولية يجب أن تقابلها درجة عالية من الاهتمام بهذه المسؤولية، نظير الصلاة، يجب الاهتمام بالصلاة بقدر أهمية الصلاة، وهكذا كلما زاد الواجب أهمية زادت درجة الاهتمام به، وأنت مسؤول عن حفظ دين هذا الجمهور الكبير الذي يأتي إليك، ولا يأتي في غير هذه الأيام، على أي حال هذه كلمة إن أريد أن توضع تحت عنوان "عتاب" فهو عتاب أحبة، وإن أريد أن توضع تحت عنوان "أولويات المنبر الحسيني بياناً وتلقياً" أي من جهة الخطيب ومن جهة المستمع.

المستمع واقتناص الأولويات:

وحديثي وإن كان عن الخطيب المتحدث ولكن من هذا البيان تعرف وظيفة المستمع، أنت نفسك أنت تعلم أنك تأتي إلى المنبر في شهر محرم، في كيفية روحية خاصة، وتعطي هذا الحضور وقتاً أكبر، إذن عليك أن تحرص أين تذهب، وما الذي تسمع، وممن تسمع، هذا الدين، "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‏ طَعامِه" (عبس:24)[2]، وعلم الدين يجب أن تعرف من أين تأخذه، يجب أن تتبصر، يمكنك معرفة الأولويات الشرعية، أنت شخص لست متخصصا في الفقه، ولكن معرفة الأولويات الدينية لا تحتاج إلى التخصص الكبير في هذه المسألة، حفظ العقيدة ليس ببيان شبهات لا تعنيني ولا أكترث لها، ليس بسماع شبهات قد يكون فهمها أمراً صعباً فضلا عن فهم الإجابة عنها، معرفة العقيدة أولاً، ومعرفة أدلتها بأبسط بيان، القرآن الكريم مشتمل على بيان العقيدة وبيان أدلة العقيدة بأبسط بيان، قال تعالى: "قالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْض‏" (ابراهيم: 10)، وقال عز وجل: "لَوْ كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُون‏" (الأنبياء: 22)، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم بأبسط بيان، بالإعجاز، والإعجاز يفهمه حتى الأطفال، يفهمون التحدي، ويفهمون العجز، إذن بيان العقيدة لا يحتاج إلى تعقيدات.

أولويات المنبر الحسيني بعد إحياء الأصل والأساس:

1- بيان الأحكام الفقهية التي هي محل ابتلاء.

التي يبتلى بها الناس، نعم توجد أحكام فقهية قليلة الابتلاء أو عديمة الابتلاء مثل أحكام العبيد والموالي، ولكن توجد أحكام كثيرة الابتلاء، الناس يحتاجون لمعرفتها.

2- بيان مقامات أهل البيت عليهم السلام.

أنت تريد أن تبكي الناس على الحسين عليه السلام، والبكاء على الحسين عليه السلام ألوان وأنواع.

أنواع البكاء على الحسين عليه السلام وارتباطها بالمعرفة:

والثواب على البكاء على الحسين عليه السلام يعتمد على نوع البكاء على الحسين عليه السلام، فتارة تبكي على الحسين عليه السلام لأجل الظلامة التي تعرض لها، مع قطع النظر من هو، شخص تعرض لهذا الظلم فالنفس البشرية يصعب عليها أن تسمع كل هذه الظلامات ولا تبكي، وتارة تبكي على الحسين عليه السلام لأنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنه حجة الله على الخلق، وأقل إساءة في حقه أمر عظيم يستحق البكاء، إذن نوع البكاء على الحسين عليه السلام يختلف، وإذا أردت أن تحصل على الدرجات العالية من الثواب فلابد من أن تحقق هذا النوع من البكاء على الحسين عليه السلام، كيف تحقق هذا النوع من البكاء على الحسين؟ بعد معرفة الحسين، إذن وظيفة الخطيب ووظيفتك أنت إذا أردت أن تبكي على الحسين عليه السلام أن تعرف من هو الحسين عليه السلام، لا أن تتألم عاطفياً بسبب مسائل إنسانية، ذاك أمر حسن لا أقول ليس بحسن، ولكن أين هذا من البكاء لمعرفة قدر الإمام الحسين عليه السلام، ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟!

المنبر المناسب هو الذي يخرج الدمعة بأعلى رتبها:

إذن لابد أن تذهب إلى مكان يعرفك من هو الحسين عليه السلام، وتذهب إلى مكان يحسن إخراج الدمع من عينيك على الحسين عليه السلام، أما إذا كان المتحدث وإن كان صاحب نية حسنة، ولكنه لا يؤثر فيّ ذاك التأثير الذي أريده، أنا أبحث عن البكاء على الحسين عليه السلام، فلابد أن أذهب إلى المكان الذي تتحقق فيه هذه الغاية بأجلى صورها، إذن أنت نفسك -دعك عن الخطيب- تعرف وظيفتك، تذهب إلى المكان الذي تبين فيه العقيدة، تذهب إلى المكان الذي تبين فيه الأحكام الشرعية التي تبتلى بها، تذهب إلى المكان الذي يعرفك من هو رسول الله صلى الله عليه وآله، يعرفك بمقامه ومنزلته، يعرفك من هو الحسين عليه السلام.

 

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين[3]

 


[1] ومن جواب لسماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم دام ظله:
لا دليل على وجوب التصدي لكل شبهة وردها ، بل غاية ما يمكن هو دعوى وجوب ردّ الشبهة إذا كانت من القوة بحيث يصعب حلها ، ومن الأهمية بحيث يخشى منها الضرر على الدين ووهنه ، حيث يمكن القول بوجوب حلها بملاك وجوب حفظ الدين ، الذي هو نحو من الجهاد الواجب شرعاً وجوباً كفائياً .(منشور على موقعه الالكتروني)

[2] روى المحدث الجليل أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عمن ذكره عن زيد الشحام عن أبي جعفر عليه السلام‏ في قول الله‏ "فلينظر الإنسان‏ إلى طعامه‏" قال قلت ما طعامه قال علمه الذي يأخذه ممن يأخذه‏. (المحاسن ج1 ص220) ورواه الشیخ أبو جعفر الكليني رحمه الله تعالى عنه (انظر: الكافي الشريف ج1 ص49).

ومما نسب إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام –كما في شرح نهج البلاغة للحديدي-: ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلاً تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون‏ بطونهم و لا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة و الذنوب في اعتقاداتهم و أعمالهم. (شرح نهج البلاغة ج20 ص261).

وروى الشيخ الجليل أبو جعفر الكليني رحمه الله تعالى عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأرمني عن الحسن بن علي بن يقطين عن أبي جعفر علیه السلام قال: من أصغى‏ إلى‏ ناطق‏ فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز و جل فقد عبد الله و إن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان. (الكافي الشريف ج6 ص434)

 

[3] ملاحظة: لم تراجع هذه المادة المكتوبة من قبل الشيخ حفظه الله تعالى، وهي مقتبسة من الجلسة الحوارية ليلة السبت 16-11-1440هـ || الحسينية المحمدية - قرية الرمل بالعمران، رابط المحاضرة: https://youtu.be/XIV--S2xrv4


التالي السابق